الطلاق هو قضية اجتماعية كبرى تكون ضحيتها المرأة ، فهي المتضرر الأول والأخير بانقضاء هذه العلاقة ، لما تخلّفه من أمراض نفسية واجتماعية لديها ، قد تُشفى منها على المدى الطويل أو لا تُشفى إلى الأبد .
كما أن الوضع الحالي يؤكد أن الرجل في أكثر حالات الطلاق يكون هو مصدر هذا القرار بعد إساءة معاملته للزوجة وإهدار حقها ؛ مما يدل على أنه غير مبالٍ بما سيخلّفه للمرأة من أضرار نفسية وجسدية .
ولكن - في كثير من الأحيان - يكون الطلاق قرارًا لا بد منه ؛ بسبب استحالة استمرار العلاقة بين الزوجين مع عدم توفر الأسباب التي تجعلهما يودّان في استمرارها أو تحمّلها .
وأثبتت الدراسات الطبية أن جسد الرجل لا يتأثر بعد الطلاق ، بينما يتأثر جسد المرأة وعقلها - سَلبًا - بعد طلاقها ، والسبب في ذلك :
- تفكير المرأة المتواصل في كيفية التأقلم مع الانعزال والوحدة بعد أن قضت أيامًا سعيدة مع زوجها قبل نشوء المشاكل الزوجية ؛ مما يؤثر على حالتها النفسية بشكل سلبي .
- التفكير الدائم في نظرة المجتمع لها على أنها مطلقة ، واعتبار ذلك عيبًا ونقصًا ، والخوف من اللائمين وشماتة الشامتين.
- اعتقاد أن طلاقها سيؤدي إلى انعدام فرصة الزواج مجددًا ، مع الخوف من خَوض التجربة مرة أخرى ، هذا التناقض في الأفكار يؤدي إلى حدوث اضطراب في عقلها ؛ مما يولّد أمراضًا نفسي قد يطول أمدها وقد لا تُشفى منها .
- بالإضافة إلى ذلك ، تعاني المرأة المطلقة من الأرق واضراب نومها ، ومن المعروف - علميًّا - أن قلة النوم لا تجعل أجهزة الجسم تعمل بطريقة سليمة .
- تتعرض المطلقة لفقدان الشهية والمشكلات النفسية ؛ مما يضعف جهاز المناعة لديها ويجعلها عرضة للإصابة بالأمراض .
ولذلك لا بد من إنشاء جمعية – يُعترف بها رسميًّا – تقوم بالدفاع عن حقوق المطلقات ، والتوعية بقيمة المرأة أيًّا كانت حالتها الاجتماعية ، وإنشاء محاضرات مخصصة للمطلقات يكون فحواها الرفع من قيمة المرأة المطلقة وتقديم علاج نفسي لها مع تغيير نظرة المجتمع تجاهها.
وفي النهاية يجب على الزوج الالتزام بما ذُكر في القرآن الكريم حيال الطلاق: " وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ..." { سورة الطلاق : 1 } .
